جعفر عبد الكريم الخابوري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

جعفر عبد الكريم الخابوري

البحرين
 
الرئيسيةاليوميةأحدث الصورس .و .جبحـثالأعضاءالمجموعاتالتسجيلدخول

 

 صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
جعفر الخابوري
Admin
جعفر الخابوري


المساهمات : 216
تاريخ التسجيل : 19/04/2023

صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  Empty
مُساهمةموضوع: صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري    صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري  I_icon_minitimeالأربعاء يونيو 07, 2023 4:56 pm

نفق الجحيم
البارت التاسع9
فى بيت عبد الصمد بعد ساعات من الانتظار...
دهب وهي عتحط يدها علي قلبها بألم بعد ماحست بنغزه مفاجئه :
له والله البت جرتلها حاجه.. يامري لتكون عدت السكه وهي غفلانه والقطر خدها فوشه.. يامرك يادهب.. يارب ماتكتبها علينا..يارب لا تكتبها ولا تكون.. كانت تردد في الجمله وهي رايحه على أوضتها هي وجوزها، وبدون مقدمات شالت الغطا من فوق عبصمد خلته قام مفزوع وقبل مايسألها قالتله هي:
قوم ياعبصمد نشوف شام جرالها ايه البت معاودتش لحد دلوك والليل قسم قوم نشوف البت جرالها ايه.
عبد الصمد رمي الغطا من فوقه وقام مفزوع، ومن ربكته معارفش يلبس مركوبه، والنار اللي قايده فجسمه من السخونيه مخليه عيونه مزغلله وفضل يقول لدهب:
قولت بلاش وبلاها الروحه دلوك يادهب، ركبتي راسك انتي وبتك، وتروح يعني تروح.. طب اهي راحت يادهب..
ياعالم ايه اللي حصلك ياشام يابتي واخرك كل ديه..استر يارب مايكون طلع عليها ديب.. يقطعني ويقطع عيايا يابتي.. خلص حديته وكان لبس مركوبه وجلابيته كمان، ومن لغفنته لبس الجلابيه مقلوبه بس مااهتمش وطلع قدام دهب وخد الكلوب التاني اللي في البيت، ولعه وطلع بيه..
دهب وهي ماشيه وراه :
وقف هأجي معاك ياعبصمد
- له خليكي إهنه مع البنات متهمليهمش اني هدور عليها لحالي.. خلص كلمته وطلع وابتدا يمشي قوام وهو رافع الكلوب عشان ينورله اكبر مسافه، وعمال يتلفت يمين وشمال، وللاسف مقادرش ينادم بإسم بته عشان ناس البلد ميصحوش علي حسه، واللي ماسمع إن بت عبصمد قسم الليل عليها وهي بره دارها يسمع.

قطع عبد الصمد اغلب المسافة لحدت ماوصل لنقطه معينه وقف عندها واتسمر موطرحه وهو واعي الحاجه اللي اكدتله إن شام بته مش بخير، وانها جرالها حاجه وخلت قلبه دب فيه الرجيف..
الكلوب المكسور علي الارض ومتفحم من السبيرتو اللي اتكب منه، وخلي النار لحمت فبدنه كله، واللي عرفه طوالي إنه الكلوب اللي كان مع شام.. وعلي بعد خطوه منيه لقي قرطاس واقع وعلبه جاره، وعرف إن دول الدهن وخلطة الاعشاب، فاتخطي عبد الصمد الكلوب والحاجات المرميه عالارض قوام وبتدا يلف حوالين روحه كيف المجذوب، وعيونه تلولج فكل موطرح كيف الغريق اللي عيدور علي قشايه يتشعبط فيها وتنقذه من إحساس الخوف اللي طمس فيه نوبه وحدة.

أما قبل شويه في النفق..
كرار : همو بينا نعاودوا اني تعبت وحاسس إن الانبساط ديه كله هيقلب بغم.
همام: فال الله ولا فالك ياشيخ.. يلا بينا نلحقوا اخر قطر زمانه جاي.. يلا قبل ماالضو يطلع..مع اني مش هاين عليا اسيب قمع الجلاب ديه وافارقه، وكان نفسي اقعد معاها كد يومين تلاته الترفه بت الكلب داي.
السيد: له بكفايه إكده ياهمام إن كان اللي قدامك عسل متلحسوش كله..
همام :ديه العسل غطسنا فيه لودانا واتمرمغنا فيه ياواد الفرطوس.
وطلعوا التلاته قوام من النفق علي المحطه، وهملوا شام لحالها فالنفق اللي إتدشن بدمها واللي داقت فيه الجحيم فأصعب حالاته.

اما عبد الصمد فوصل لحد الالات ووقف قبالهم وهو حاسس إن روحه اتسحبت منيه مره وحده، وبالذات لما رفع الكلوب وشاف جوا سطل الكراكه ورق بفره متبعشك وعلبة تبغ واقعه تحت منيه ومكبوبه.. لف حوالين روحه ببطئ وهو عيبلع فريقه، وواجه النفق وحس بإن قلبه عيفرفط بين ضلوعه لما عقله حدثه باللي شاكك فيه ورافض تصديقه..
فاتحرك عبد الصمد لجوا النفق برجلين عترجف وعيجر فيهم جر، كيف اللي واخدينه ينفذوا فيه حكم إعدام.. بس اللي مصبره ومخليه مواصل الدخول إن جواه إحتمال إن اللي عقله فكر فيه ميكونش هو اللي حوصول.. لكن كل الإحتمالات إتقتلت بطعنة بيد الحقيقه، وهو واعي لحمه اللي متكوم على الارض وفحالة تد. بح أي أب على شوفة بته بالمنظر ديه..
قرب منها وهو حاسس إنه عيتخنق والنفس مداخلش جوا صدره، وحط الكلوب علي الأرض وقعد علي ركبه جارها ومد يده اللي عترجف ورفع خلجاتها من فوقها ووكشف جزعها التحتاني، وغمض عنيه بألم وهو واعي رجليها متلطخه بشرفه.. عاود هدومها تاني عليها وسند ضهره على حيط النفق، ودموعه نزلوا وع.ض صباعه السبابه بدون وعي وهو عيحاول يكتم صرخته جواه لغاية ماخشمه اتملى دم من صباعه وهو مش حاسس.. خد صدمته فدقايق وقف فيهم عقله عن التفكير تماماً، وبعدها اتلفت حواليه بإستغراب كأن توه إبتدا يدرك الموقف اللي هو وبته فيه..
قرب قوام ناحيتها ومسك خلجاتها وإبتدا يلبسها، وطول ماعيلبسها اديه عتترعش ودموعه نازله فوق بدنها اللي عامل كيف لوح التلج بين أديه، وشالها علي كتفه ومسك الكلوب وطلع بيها من النفق بسرعه علي بيتهم، وهو مش عارف جاب الحيل إنه يعمل إكده من فين؛ وهو حاسس إن حد غارز سك- ينه فقلب روحه وعتفرفط من الوجع..

وصل الدار وبمجرد ماتاق من الباب ودهب وعيته شايل شام بالمنظر ديه ضربت علي صدرها بصدمه، وصرخت بإسم شام لكن عبد الصمد لحقها قبل ماتتَني الصرخه وقالها وهو جازز علي سنانه:
اكككتمي نفسك خالص معاوزش حد يحس وتعالي وراي..وبص لبسيمه وبشاير، وانتي وهي خشوا على أوضتكم واقفلوا بابها عليكم اختكم عضها الديب ومعاوزش حد يسمع بيها عشان محدش يقول ايه اللي طلعها للديب فنصاص الليالي فاهمين.
قالها ودخل اوضته هو ودهب مرته، ونوم شام علي السرير، وبسيمه وبشاير دخلوا اوضتهم وقفلوها عليهم ودموعهم عتنزل عشرات عشرات علي اختهم، ومفاهمينش ليه أبوهم مخلاهمش يكونوا جارها فوكت لازمن يكونوا جارها فيه ماسكين اديها وعيهونوا عنها!

أما دهب أم شام فكانت واقفه وعقلها عيودي ويجيب وهي عتفتش بجسم بتها اديها ورجليها علي عضة الديب اللي قال عليها أبوها، وملقتش اثر عضه ولا انياب لكنها لقت الدم والجرح اللي عرفت بيه إن انياب ديب من ديابة البشر إتغرزت فلحمها.. اما الديابه بتاعة الجبل فبريئين من دم شام كيف ما اتبرأو من دم ابن يعقوب.
دهب بصت لعبد الصمد وهي عتلطم علي خدودها وشافته وهو عيندب علي راسة وبصلها وقاللها:
كيف وجعك دلوك يادهب؟ .. كيف الوجع اللي حاسه بيه.. مش كان وجع الضهر اهون.. شفتي بتك طلعة الليالي عيملت فيها ايه دهب.. شفتي كسرة الضهر اللي من صوح يادهب.. خلص كلامه وقلع عمته ومرمتها في التراب في الارض وحطها علي راسه من تاني، وقال وهو عيمشي يده علي تراب الارض ويمسح بيها وشه:

-من النهارده عمتك اتصبغت ياعبصمد،. ووشك كمان اتصبغ بلون العار.. ياريتني مت ولا شفت اليوم ديه.
دهب قعدت جار بتها اللي ابتدا جسمها يتشنج وتترعش بطريقه غير طبيعيه، وبحنان أم شدت اللحاف عليها وغطتها ورفعت الغطا لغاية ماغطت وشها براسها كأنها ميته والدموع اللي نازله منها دموع الوداع.
دهب بشرود: وأيه العمل دلوك ياعبصمد؟
-عبصمد معارفشي حاجه يادهب.. قوليلي انتي ايه العمل.. فكريلها فحل ودبريها كيف ماعتدبريلي كل أموري.. طمني قلبي وصبريني كيف ماعتعملي دايماً.. قوليلي إنها هينه وهتعدي كيف ماعتقولي علي اي حاجه عفشه عتجرا معاي.. هزي بدني وصحيني من النوم يادهب وقوليلي قوم الفجر عيأدن صليه واطلع علي غيطك إنت كنت عتكوبس من العيا.

بكت دهب بحس عالي وهو علي حس بكاها فضل يخبط دماغه في الحيط وراه بغلب وقلة حيله وساد الصمت مابينهم بعدها، مكسرهوش غير صوت أنين شام واذان الفجر اللي أول ماقال الله اكبر فمكنة الصوت رفع عبصمد اديه للسما وقال:
الله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله، وإن لله وإن اليه راجعون.

قام عبد الصمد بضعف اتوضى وصلى وفضل ساجد يدعي ربه يطلعه من النصيبه داي ويرشد عقله يتصرف كيف.

اما حدا بيت المقاول قبل شويه...
كرار داخل من بوابة الجنينه يتمطوح ويغني بحسه العالي، وأبو دراع أول مالمحه جري عليه وشده قوام وكتم خشمه عشان ميتحدتش وخده معاه على بيته..
ابو دراع بغضب:إكده ياكرار الكلب تخلف الوعد وتخالف تحذيري ليك!
كرار بتعب: هملنييي يابو دراع همووووت من التعب والهزل.. نومني خليني ارتااااح هباااابه.
أبو دراع كان هيفوقه كيف النوبه اللي فاتت، لكنه اتراجع لما افتكر إنه عيي ورقد من الميه الساقعه وصعب عليه، فانومه ففرشته وغطاه وقال فنفسه إنه هيشوفله أي تصريفه مع ابوه الصبح؛ عشان يخليه قاعد من الشغل بكره، وكمان عشان هو يعرف يحاسبه على مهمله وبراحته.

وهم عشان يغطيه باللحاف، لكن ايده وقفت وهو شايف بقعة دم علي جلابية كرار الفاتحه!
إستغرب منها وفتش اديه ورجليه يمكن يكون اتعور ومن السطل ماحسش..لكنه ملقيش اي تعاوير، فا على اي حال غطاه وقال إنه لما يصحي الصبح يعرف منيه كل حاجه.

واخيراً صبح صبح جديد حامل فجعبته الخراب عالكل، وكاشف اللي ستره الليل تحت جناح ظلامه.

توفيق وعياله صحيوا واتجمعوا على الطبالي للفطور، ولساه عيتفقد الكل ولاحظ غياب كرار وهيسأل عنه امه حوريه، قام مقاطعه حس ابو دراع وهو عينادم:
ياعم الحج توفيق،، يااهل الدار.. حد ياجيب تلقيمة ينسون اغليها لكرار؛ عشان صابح مصخن وطول الليل جسمه كان منشِل.
حوريه سمعت كلام ابو دراع وردت عليه وهي طالعه من الموطبخ بصحون الوكل فيدها:
والله كان قلبي حاسس إنه هيعيا طول مابيت معاك فبيتكم المرصرص ديه، طيب انت وحلوف ومعتحسش، هو عليه عُقب شقاوة يبيت معاك ويعيا كل يوم والتاني؟!
أبو دراع من بره:
أوبقي متخليهش ياجي يبيت حداي تاني، اني اصلا معرتاحش وهو نايم معاي.

حطت حوريه الوكل ونترت باديها وعاودت عالموطبخ وهي مكشره وعتبرطم، وطبعاً الكل عارف إنها عتدعي على ابو دراع.
توفيق: متاجي يابو دراع واقف بره ليه.. تعالى اتريق معانا.
- متشكر ياعم بألف هنا اني اتريقت ولساتني شارب شايي وجاي.

توفيق:طيب وهو كرار تعبان التعب اللي ميخليهش يندلى الشغل معانا النهاردة يعني؟
- له ياعم شغل ايه ديه اللي يندلاه، ديه عيرجف رجف ومقادرشي يقوم من فرشته.
توفيق بحس واطي: إيوه ماهو زرع الضله إكده عيبقي رهقان واقل حاجه تنومه.. ربنا يصلح حاله.

اما ابو دراع فكان واقف علي الباب وماسك اديه ورا ضهره، ومستني حد يطلعله بالينسون، وفي الاثناء داي وعي بدور وهي نازله من فوق.. ومن اول متاقت وعينها على عزت منزلتهاش، والابتسامه من الودن للودن.
نكس عنيه أبو دراع بوجع، ولف الناحية التانيه واداهم ضهره، وتوفيق كان متابع الموقف واتبسم براحه؛ عشان اتوكد دلوك إن ابو دراع قطع حبال العشم خلاص.
وبعد شوية طلعتله حوريه بصنيه عليها كنكة ينسون مغلي وفطور وعيش وادتهاله عشان يفطر كرار ويشربه الينسون..

خلصوا الرجاله فطور، وقاموا كلهم وراحوا علي شغلهم، وكرار عاود لبيتهم بالصينيه وركنها في البيت وطلع يشَوط على الارض لغاية ماكرار ياخد نومته ويصحى ويصحصحله.

أما حدا بيت عبد الصمد..
طلعوا بشاير وبسيمه من اوضتهم يتسحبوا علي الاوضه اللي فيها شام وهما سامعين جضها وانينها وصوت بكا امهم المكتوم وعويلها الهامس،
وفتحت الباب بسيمه وطلت منه وقالت لامها:
أمانه يمه دخلينا نطمنوا علي اختنا احنا من ساعة مادخل بيها ابوي من الباب وإحنا لا على حامي ولا على بارد وقلبنا نار عليها.
دهب شاورتلهم بدماغها عشان يدخلوا وهما ماصدقوا، ودخلوا يتسابقوا علي اختهم وكل واحده راحت علي جنب من جوانب السرير ومسكت يد من شام وحبتها وهي عتبكي بعد ماكشفوا عن وشها الغطا وعن اديها..
بسيمه: اسم الله عليكي يختي ياريتني كنت رحت معاكي ومهملتكيش تروحي لحالك، كنت فديتك بروحي والله.
بشاير: حقك عليا ياشام، اني مش اخت اني رديه، ومستاهلش كلمة اختي اللي عتقوليهالي؛ عشان هملتك تطلعي لحالك.
وريني ياخيتي عضك فين الديب ديه بيا ولا بيكي الوجع ياضي عيني..
خلصت بشاير كلامها وهمت تشيل الغطا من فوق شام وتشوف عضة الديب فانهي موطرح فجسمها، لكن صرخت امها وقفتها:
بشاير بعدي يدك.. أختك مش حمل نبيش دلوك همليها فحالها.. يلا خدي بعضك انتي واختك واطلعي وهملوها وهملوني.
بسيمه بصت على امها بصة تفحص، وبعدها رجعت بصت لشام وشاورت لبشاير عشان يطلعوا.
وبعد ماطلعوا من ألاوضه وبصوا لابوهم لقوه قاعد علي المصطبه وساند دماغه عالحيط ومغمض عيونه بتعب ووشه كساه سواد مره وحده ميعرفوش منين، وعمته متمرمته في التراب..
بشاير: بسيمه اني خايفه قوي.. هي شام الديب عضها عضه واعره ومش هتطيب منها تاني ولا ايه؟

بسيمه بشرود: توفي من خشمك يابومه.. شام هتروق وتعاود كيف الورده المفتحه.. خدي المواجير وروحي إنتي احلبي البهايم واني هعمل الفطور..
بشاير إتحركت وعملت كيف مابسيمه قالتلها طوالي.. اما بسيمه فراحت قوام عالكانون سخنت بستلة ميه وخدتها علي الاوضه حدا شام، واول مادخلت بيها أمها بصتلها بغضب وقالتلها:
أيه ديه يابسيمه جايبه الميه داي ليه؟
بسيمه طلعت ومردتش علي امها وعاودت بطشت وكبت فيه نص الميه اللي في البستله، وبقت نصها، وقفلت باب الاوضه ووقفت قصاد امها وقالتلها بحزم:
امه أني مش عيله صغيره أني فاهمه كل حاجه.. أختي إتاخد شرفها يمه ومتألمه ومحروقه روحها.. مش هقولك مين اللي عيمل إكده ومش وقت قول دلوك.. همي معاي نقعدوا شام في الميه الدافيه داي خلي جسمها المتلج يدفى والميه تبنج جرحها من الوجع هبابه.

وفعلا دهب استسلمت لاوامر بسيمه اللي طلعت فاهمه كل حاجه، والتنين قلعوها خلجاتها، وأول ماحركوها من موطرحها شافوا بركة الدم الصغيره تحتها، وبسيمه بقت تبكي و تشهق من جوا قلبها وشهقة تلسلم شهقة، وخصوصي لما قعدوها في الميه وهي رايحه في الملكوت واتعكر صفوا الميه باللون الأوحمر..
دقايق في الميه بسيمه دعكت فيها جسم اختها من كل الوسخ اللي فيه، ونضفت جرحها اللي كل ماتكب عليه ميه ينزف وممبطلش، وشام نطقت اخيراً بتعب:
كفااااايه حرام بعدوا عناااااااي.. يااابوي الحقنننننني..
وداي كانت جملتها الوحيده اللي نطقتها وبعدها عاودت لدنية صمتها.
بسيمه بحرقه علي حال اختها ودموع عتكوى خدودها:
ربنا يكوي قلب اللي كواكي ياقلب اختك.. ربنا يسلط عليه نار في الدنيا تكوي قلبه ونار في الاخره تكوي روحه.

اما دهب فكانت منتهية من حالة بتها وحاسه إن رجليها بقوا كيف الخيوط ومعادوش شايلينها ويادوبك نقلت شام مع بسيمه علي السرير وسابت بسيمه تلبسها واترمت هي على الارض بتعب وعينها على دم بتها اللي خلي الدنيا بقت فعنيها كلها بلون الدم.
أما بسيمه فلبست شام خلجاتها بالهداوه وغطتها وابتدت تطلع المواعين والميه اللي موطرحها.

شوية ودخل عبد الصمد الأوضه وقعد علي الارض جار السرير وجنب دماغ شام وهمسلها بكسره:
مين ياشام اللي عيمل فيكي إكده؟
شام مردتش وهو كرر سؤاله مره وتنين وتلاته وعشره وكل اللي لقاه من شام في الاخر جضه بتعب، ودموع نزلوا كأنها عتقوله مقدراشي اتحدت ولا اقول حاجه..
فقام عبد الصمد وهمل البيت وطلع يدور على واحد واد حرام عمل عملته فبته، ولا عارف هو مين، ولا هيعرفه كيف، وكل اللي يعرفه إنه هيدور عليه في الموطرح اللي حصلت فين المصيبه.

وصل عبد الصمد حدا النفق وعدا علي الكلوب المكسور مره تانيه واللي يشبه روحه فى الوكت ديه، واول حاجه جات فباله إن الغفير بتاع المعدات هو اللي عيملها..
اتلفت شمال ويمين وشاور لحد من العمال وسأله:
الغفير اللي عيحرس المكن ديه في الليل انهو واحد في الناس داي يابو عمو؟

شاورله العامل علي راجل قاعد قصاد دمسة نار، وماسك يد الكنكه الحديد الطويله وعيعمل في الشاي فقرب عليه عبد الصمد ومن غير وعي شاط الكنكه اللي فيده بعيد خلاها طرطشت عليه من الشاي الفاير، وميل على الراجل ومسكه من خلجاته قومه وابتدا يهز فيه بحيله كله وهو عيقوله: عيملت إكده ليه ياواد الحرااام.. عيملت إكده ليه ياكافر ؟

عطا كل ديه مش مستوعب إيه اللي عيوحصول ورد عليه بعدم فهم وهو عيحاول يخلص خلجاته من بين اديه:

عيملت ايه ياراجل يامهووس إنت. أوعي إكده بعد اديك كنك تعبان فمخك!
عبد الصمد:
له وإنت الصادق اني معادش فيا مخ عشان يحس بتعب ولا براحه.. العقل إنت ضيعته بعملتك النجسه يانجس.

عطا وهو برضوا مش فاهم:
يامثبت العقل والدين يارب.. ياراجل عملت ايه ومين النجس يخرب مطنك اتحدفت عليا من انهو نصيبه عالصبح؟!

اصواتهم عليت والناس ابتدت تاخد بالها والكل راح عليهم، وحتي توفيق خد باله من بعيد وراحلهم وفرق الناس وقرب منهم وهو عيسال بحزم:
فيه أيه.. إنت مين ياراجل إنت وماسك فالغفير إكده ليه!
وانت ياعطا عميلت ايه؟
عطا: والله وحق الصبح الجديد ماعميلت ايوتها حاجه!
وهنا عبد الصمد إنتبه علي روحه وشاف الناس كلها متجمعه حواليه، وحتي اهل البلد فيه منهم اللي جاي عليهم من بعيد فقال بحسه العالي:
الليله اللي عدت إتسرقت مني غنمه، ومفيش حد غريب في البلد غيره، وطول عمرنا بيوتنا امان ومحدش عيقدر يخطيلنا دار ولا يدوسلنا علي عرض.

عطا بصدمه: أني! والله ماحصل، واصلا من كرم ربنا أني الليله اللي عدت قضيتها كلها عالقهوة اللي فالجيهه التانيه، وحتي روح إسأل صاحب القهوة والناس اللي كانت سهرانه أهناك.. إني مهملتش القهوة لحدت اذان الفجر.
عبد الصمد أديه اترخت من خلجات عطا الغفير بعد ماسمع كلامه، وحس إن الدنيا لفت بيه، وإنه بعد ما كان فاكر إنه اهتدي للمجرم طلع نقبه على شونه، فأتحرك بضعف وخيبة أمل من وسط الناس واتراجع لورا وهو عيضروب كف بكف ويسأل روحه بحيرة:
أمال مين بس اللي عميلها ياربي مين؟
وبدات الناس كلها تواسي فيه على نعجته المسروقه، وتقوله فداك، وهما شايفين حاله اللي يقطع القلب.
اما عطي الغفير فخلص من قبضة عبصمد صوح لكنه وقع فبراثن توفيق اللي إستلمه شتيمه وتوبيخ:
بقى إكده ياسي عطا.. أئمنك علي معدات بحق بلدك كلها تقوم تسيبهم وتروح تسهر عالقهاوي؟!
من النهاردة إنت مليكش عيش معاي تاخد حسابك ومتورنيش وشك، وخلي القهاوي تنفعك.
خلص حديته ولم اطراف عبايته ومشي من قدام عطا وهمله عيندب حاله، ويولول على وكل عيشه ورزق عياله اللي إتقطع، ويدعي عي عبد الصمد اللي جاله فارر ميعرفش منين عالصبح، كيف الدبور اللي جاي يزن علي خراب عشه ويفضح اللي ستره ضلام الليل.

اما توفيق فبص علي عبد الصمد اللي عمال يحوم حوالين الالات وعينه عتلولج في الارض كيف اللي عيدور علي حاجه واقعه منه!
وكل هبابه يطل براسه في النفق ويرجع تاني كيف اللي عيلعب لعبة الغميضه مع حد ومتخباي منيه و يتلفت فوشوش العمال؛ يمكن يلاقي علامه ولا خربوش فوش حد فيهم يعرفه إن ديه هو اللي عيمل إكده فبته مادام الغفير طلع بريئ منها..

قرب عليه توفيق وسأله بحيره:
فيه أيه يابو عموا وقعت منك حاجه إهنه وعتدور عليها ولا أيه.. قولي لو فيه حاجه واقعه منك اوقفلك الالات وتدور عليها براحتك.. ولا ايه حكايتك إنت شكلك مش مظبوط!

عبد الصمد بدون وعي:
- سُمعتي.. سيرتي الطيبه مابين الناس.. شرفي.. دول كلهم وقعوا إهنه عشيه وجاي ادور عليهم.
توفيق بعدم فهم: انت تقصد أيه اني مفاهمشي؟
عبد الصمد: خليك مفاهمشي قلة الفهم احسن.. الا قولي يابو عمه هو حد من عمالك غايب النهاردة.. اصلي حاسس إن فيه حد غايب مش هما دول كلهم اللي عشوفهم كل يوم.
توفيق بإستغراب لسؤال الراجل :
-له محدش من العمال غايب، مفيش بس غير ولدي اللي صبح بعافيه النهارده وغاب مقدرش ياجي معانا.. ايه هو اللي سرق نعجتك ولا ايه؟

عبد الصمد: له يابوى العفوا منك ومن ولدك إنتوا وين والسرقه وين.. ولاد الاصول متطلعش منهم الشينه.
خلص كلامه واتحرك من قدام توفيق بتعب وخطوات مهزوزه كيف مايكون واحد طالع من معركة وخد فيها ضرب لما شبع..

عاود عبد الصمد البيت ودخل علي بته شام اللي فعالم تاني وعتجض بوجع وقالها:
شام.. امانه عليكي يابتي قوليلي مين اللي عيمل إكده فيكي؟
شام النوبادي قدرت تجمع نص حيلها وتحوله لكلمه نطقتها بالعافيه لأبوها وبحروف متقطعه:
معا رفا همش.
عبد الصمد:
-يعني اغراب عن البلد.. طب حتي قولي علي علامه في اللي عيمل فيكي إكده اقدر اعرفه منيها.. علامه وحده بس ياشام.. وحده بس.
شام سكتت هبابه تلقط انفاسها وبعدها جمعت باقي الحيل اللي فيها وقالت بحس واهن:
خاتم بفص.. اوحمر..

وللحكاية بقيه...
بقلم / ريناد يوسف.. صاحبة السعادةI love you
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://fffffhffhgffhgf.ahlamontada.com
 
صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري
» صحيفة نبض الشعب الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
جعفر عبد الكريم الخابوري :: كشكول جعفر الخابوري الاسبوعي-
انتقل الى: