صحيفة جعفر الخابوري الاسبوعيه رئيس التحرير جعفر الخابوري

جاء رجل كبير بالسن إلى القاضي يشكو من ابنه
فقال للقاضي : سيدي القاضي اني أتقدم بشكوى بين يديكم .
فقال القاضي : ضد من ؟
فقال الرجل : ضد ابني
فنظر القاضي الى من معه من القضاه مستغربا .. وأجابه القاضي ، ما هي شكواك ؟
فقال الرجل : أريد أن اخذ مصروف من ابني شهريا
فقال القاضي للأب : هذا حقك
فقال له الرجل : انا أب ميسور الحال ووضعي المادي جيد ولا ينقصني المال ولكن من حقي ان استلم من ابني مصروفا شهريا .
فاستغرب القاضي وأخذ بيانات ابنه واسمه وأمر باحضار الابن .. واجتمع الابن أمام ابيه.. وقال القاضي للابن : والدك اشتكى عليك بحجة انك لم تعطه مصروفا لو قليلا بشكل شهري . فقال الابن : كيف أبي يطلب مني وهو يملك عقارات وأراضي وغني جدا ؟
فقال القاضي للأبن : هكذا طلب والدك وعليك ان تدفع له مبلغا بسيطا شهريا .
ودعى القاضي الأب وصدر حكمه على الأبن
وقال الحاكم : حكمت المحكمة على فلان أبن فلان ويقصد الأبن بإعطاء مبلغ ١٠ جنيهات شهريا مصروف شهري للأب .
وقبل ان يترك الوالد وابنه قاعة المحكمه صاح القاضي للأب وأمام أبنه هل تسمح لي أن أسألك ؟
فقال الأب للقاضي : تفضل
فقال القاضي : لماذا فعلت ذلك وطلبت هذا المبلغ القليل رغم انك رجل غني ولا تحتاج المال .
فقال الأب بحسرة : هذا ابني الوحيد علمته وبنيت له بيتا وزوجته ووفرت له كل متطلبات الحياة .. ولكن بعدما تزوج لم يعد يسأل عني ولم يرغب برؤيتي .. وأنا اشتاق ان اراه لو مرة واحدة بالشهر . . أنا لا أريد المال واعرف ان كبرت ولا اريد ان اصبح عالة او عقبة بوجه ابني وزوجته ولكن اريد ان اراه فهو ابني الوحيد وانا لا املك بالدنبا بعد وفاة والدته سواه ..واحب ان اراه واشاهده واطمئن عليه . .. انا متعلق به ويوحشني كثيرا رغم انه لا يحب السؤال عني ورغم ان لم اقصر معه بحياتي ...فتقدمت بهذه الشكوى لأرى ابنى ولو فى الشهر مرة....... هذا هو السبب .
فبكى القاضي أيضا وقال للوالد : والله لو قلت لي هذا في البدايه لأمرت بسجنه وجلده.. فلتفت القاضي للولد وقال له : والله لن تنعم ولم تفلح بدون رضى والدك ولو ملكت كل أموال الدنيا .. ولن تشم رائحة الجنه.
لا تغفلوا عن بر الوالدين .. فإن رحلوا ستغفل السعادة عن عيونكم .. وسيستيقظ الندم في قلوبكم