الكنعانيين والفراعنة والليبيين والنوبيين
الشعوب الأربعة القديمة التي تم ذكرها في كتاب البوابات وهو نص جنائزي مصري قديم يرجع تاريخه إلى حوالي عام 1350 ق.م، ويتحدث هذا الكتاب عن إنتقال روح الإنسان المتوفي إلى العالم الآخر، بحسب معتقدات الفراعنة أنذاك.
وأما الجزء الأجمل والأشهر من هذا الكتاب فهو الجزء الذي يشير إلى أعراق البشرية المعروفة للمصريين القدماء، ومقسمة لأربع فئات وهي: ريث الفرعوني وعامو الكنعاني وتيمحو الليبي ونيحسو النوبي.
وكانت لهذه الشعوب الأربعة فترات قوة وضعف، فكان لكل شعب زمن قوة إحتل فيه باقي الشعوب وفي أزمنة أخرى دخل في مرحلة ضعف وقع نتيجته تحت إحتلال غيره.
فأما الفراعنة فمنطلقهم من وادي النيل في مصر وكانت إمبراطوريتهم في زمن المملكة المصرية الحديثة وخاصة حينما إستطاع تحتمس الثالث تكوين إمبراطورية واسعة وزاد تألقها في زمن الفرعون رمسيس الثاني.
وأما الكنعانيين فمنطلقهم من فلسطين وكانت إمبراطوريتهم في زمن الهكسوس وزادت شهرتهم حينما نجحوا في التجارة البحرية فتحول البحر المتوسط إلى بحيرة لهم، وهذا ما ورد في كتاب (مقدمة لعلم الآثار في مصر) للكاتبة كاثرين بارد، وفي كتاب (تاريخ مصر القديمة) للكاتب مارك ميروب، وفي كتاب (تاريخ مصر القديمة) للكاتب نيقولا جريمال.
وأما الليبيين فبدايتهم من الجبل الأخضر في ليبيا وكانت إمبراطوريتهم في زمن الفرعون الليبي شيشنق، الذي حول الدول المتفرقة المتشظية إلى إمبراطورية هي الأقوى والأشهر في زمانه
وأما النوبيين فمنطلقهم من شمال السودان وجنوب أسوان وكانت إمبراطوريتهم في زمن الكوشيين حينما تحولت المملكة الكوشية النوبية إلى إمبراطورية شاسعة وصلت لقمة مجدها في زمن الملك طهارقة.
ومع ذلك نجد في كتاب البوابات أن الأربع شعوب تسير معا نحو العالم الآخر بشكل مسالم، فقد قدم الكتاب صورة سلمية جميلة مختلفة عن المعلومات التاريخية الكثيرة التي تركز فقط على التنافس والحروب بين الشعوب الأربعة.
****** المصادر:
1) موسوعة مصر القديمة، سليم حسن.
2) مقدمة لعلم الآثار في مصر، كاثرين بارد
3) تاريخ مصر القديمة، مارك ميروب
4) تاريخ مصر القديمة، نيقولا جريمال.
5) تاريخ الحركة القومية في مصر القديمة من فجر التاريخ إلى الفتح العربي، عبد الرحمن الرافعي
*******************
كتب بقلم:
المؤرخ تامر الزغاري
*******************